فرنسا تمول القاعدة وتدعمها
بعد زيارتين متتاليتين قام بهما وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر لباماكو
للضغط فيما يبدو على الحكومة المالية من أجل الاستجابة لطلبات تنظيم
القاعدة بإخلاء سبيل ارهابيين دمويين سجنهم الأمن المالي منذ نحو تسعة
أشهر إثر مواجهات مع الجيش المالي مقابل الافراج عن رهينة فرنسية لم
بيبقى شك ان فرنسا التي تدعي معاداتها للارهاب الاسلاموي وتبعث بجنودها الى
افغانستان هي في حقيقة الامر دولة ارهابية وراعية وممولة لعصابات
ارهابية تسمي نفسها تنظيم القاعدة للمغرب الاسلامي وفي الحقيقة فان
الحكومات الفرنسية للجمهوريتين الرابعة والخامسة كانت ارهابية بكل
المعايير والاستعمار اقبح اوجه الارهاب
اوبترون منتصر
بعد 54 سنة من انطلاق حرب التحرير الوطنية في الجزائر إلا أن حقائق الحقد
الفرنسي وممارساته الإرهابية، لا تزال حبيسة الكتمان وغير معروفة لدى الشعب
الجزائري والفرنسي رغم طغيان خطاب التقارب والعلاقات المتميزة وحتى مشروع
اتفاق صداقة عطلته النزعة الكولونيالية العنصرية الفرنسية التي فضح جانبا
ضئيلا منها قانون تمجيد الاستعمار المصادق عليه في فيفري .2005
كم هي نبيلة ومجسدة لسلوك العرفان بالجميل تلك المبادرة والمساعي التي قام
بها المجاهد والمناضل عيسى عبد الصمد باسترداد رماد شهيد الجزائر النقيب
الألماني جورج بيشر Georges Puchert الذي اغتالته المخابرات الفرنسية في
الثالث من شهر مارس عام 1959 بفرانكفورت بألمانيا بتفجير سيارته· العملية
الإرهابية للسيارة المفخخة تبنتها منظمة إرهابية تدعى >اليد الحمراء<
وهي المنظمة التي كانت تقوم بتصفية المناضلين الجزائريين وكذا الأوروبيين
الذين يساعدون الثورة الجزائرية عسكريا وسياسيا· والدولة الفرنسية التي
كانت معزولة دبلوماسيا لجأت إلى العمل الإرهابي على شاكلة تنظيم
>القاعدة< و>الجماعة السلفية< لتتجنب عواقب أعمالها الحربية
الإجرامية داخل حدود دولة صديقة ·
وقال السيد عيسى عبد الصمد من وزارة التسليح والاتصالات العامة، وكان يشرف
في ألمانيا على شبكة البحث وشراء الأسلحة للثورة الجزائرية المعروف باسم
>شبكة أوروبا<، إنه ينتظر الضوء الأخضر لدفن رفاة جورج بيشر في مقبرة
العالية خلال حصة >اتراد، أتلويت< بالقناة الإذاعية الثانية أن جورج
بيشر عمل بإخلاص مع الثورة الجزائرية التي كان يزودها بالسلاح ويضع تحت
تصرفها بواخره، كما أن المخابرات الفرنسية اقترحت عليه العمل لصالحها
باختراق قيادة الثورة الجزائرية وتسليمها أسلحة فاسدة وقنابل يدوية مغشوشة
تنفجر على أصحابها عند الاستعمال مقابل أموال خيالية، لكنه رفض وواصل العمل
مع الثورة الجزائرية عن قناعة بعدالة القضية وبإخلاص ·
ويقول السيد عبد الصمد إن جورج بيشر كان >قبطانا< في البحرية
الألمانية وكان يساند بنشاطه بيع الأسلحة المقاومة المغربية للاستعمار قبل
أن يواصل عمله مع الثورة الجزائرية التي كان يزودها بالسلاح وقبل استشهاده
في انفجار سيارته قال عبد الصمد إن جورج بيشر انتقل إلى تونس وكان يحمل
أمرا بمهمة وقعه كريم بلقاسم وعبد الحفيظ بوصوف للحصول على غواصات صغيرة
وأسلحة نوعية أخرى لضرب المصالح الاستعمارية الفرنسية في العمق بعد توسيع
الجيش الفرنسي وتكثيفه للعمليات العسكرية داخل الجزائر للقضاء على جيش
التحرير الوطني عسكريا والحفاظ على الجزائر >فرنسية< بقوة النار
والحديد رغم أنف الشعب والرأي العام العالمي ·
وللتذكير، فإن اليد الحمراء هي شعبة في مصلحة التوثيق والجوسسة المضادة
SDECE التي تحولت في عام 1982 إلى المديرية العامة للأمن الخارجي D.G.S.E ،
Melnik الذي كان يتحرك بأوامر رئيس الوزراء ميشال ديبري Michel Debre
ومخترع فكرة اليد الحمراء السرية هو الجنرال بول فروسان Paul Grossin ،
رئيس مصالح الـ SDECE سنة ,1957 وكان لليد الحمراء رصيد كبير من الاغتيالات
والأعمال الإرهابية التخريبية وبالخصوص ضد تجار الأسلحة الذين كانوا
يمولون الثورة الجزائرية· ومن بين هذه العمليات على سبيل المثال لا الحصر،
قامت اليد الحمراء بتفجير مكاتب تاجر الأسلحة الألماني أوطو· شلوتر Otto.
Schluter في 28 سبتمبر 1956 وقتلت مساعده المسمى لورنزن Lorenzen كما قامت
نفس المنظمة الارهابية بقتل عجوز في تفجير سيارة بمدينة هامبورغ في 3 جوان
من العام 1957 وهي والدة أوطو شلوتر· كما قامت في 18 جويلية من نفس السنة
بتفجير باخرة جورج بيشر >البروجا روجا< بطنجة المغربية وفي 21 من نفس
الشهر فجرت باخرة >تيفون< بطنجة ثم تفجير باخرة صغيرة >إيما<
بين طنجة وجبل طارق في 30 جويلية .1957
لم تتوقف اليد الحمراء عن عمليات التخريب والقتل بالمتفجرات بل نوعت
أساليبها حيث قتلت السيد جورج جيسر George Geiser صاحب مصنع مفجرات
(detonateur) طعنا بالسكين في 9 سبتمبر 1957 بمدينة جنيف السويسرية كما
قتلت في 19 من نفس الشهر بجنيف السيد مارسيل ليكسبولد Marcel Lexpold الذي
اغتيل بسهم مسموم تم رميه >بسربكانة< وهي أنبوب يعمل بالهواء
المضغوط· وقامت اليد الحمراء بأعمال ارهابية عديدة عام 1958 كتفجير الباخرة
الأطلس بميناء همبورغ في الفاتح أكتوبر اغتالت المناضل الجزائري أيت احسن
الذي كان ينشط تحت غطاء دبلوماسي تونسي كما اغتالت المحامي أوفوست تيفني
Auguste Thuveny بتفجير سيارته بالرباط في 28 نوفمبر ·
في 19 جانفي 1959 اغتالت المناضل الجزائري عبد السوالم بمحطة ساربروك )Gare
de Sarrbrouk( وجورج بشير في 3 مارس ثم المحامي الجزائري أمقران ولد عودية
أحد محامي جبهة التحرير بفرنسا؛ حيث قتل أمام مكتبه بنهج سان ميشال بقلب
باريس برصاصتين من عيار 9 مم في القلب، كما قامت اليد الحمراء تفجير طائرة
حيث عثر بفال داووست على خمس جثث على ارتفاع 3000 متر من بينهم جزائري من
مساعدي الرئيس فرحات عباس في 5 سبتمبر كما قتل في بيروت السيد محمد محمود
جامي ابن أخ رئيس المجلس العراقي· وكان الجامي الذي التقى فرحات عباس يتهيأ
لاستقالة طائرة تأخذه من بيروت إلى الولايات المتحدة واغتيل بأربع رصاصات،
وفي الفاتح جانفي من سنة 1960 فقد السيد عبد القادر يايسي ذراعيه وإحدى
عينيه بألمانيا عندما انفجر عليه طرد مفخخ وكان عبد القادر القاطن اليوم
ببجاية، أطال الله عمره، مسؤولا عن >شبكة أوروبا<· وفي التاسع مارس
من سنة 1960 اغتالت اليد الحمراء الطالب الجزائري آكلي عيسو بالرصاص في
العاصمة البلجيكية بروكسل ·
وبعد اغتيال صبي إيطالي بروما كان البريء يحاول سحب كرة كان يلعب بها
تدحرجت تحت سيارة ممثل الآفلان السيد الطيب بولحروف، استخدمت اليد الحمراء
الكتب المحشوة بالمتفجرات لاغتيال مثقفين وأساتذة جامعيين كانوا يناضلون ضد
الحرب في الجزائر· في 25 مارس من العام 1960 أدى انفجار طرد مفخخ إلى
تمزيق جسم الأستاذ جورج لابيرش Georges Laperche· وكان السيد لابيرش الذي
يدرس في لييج Liége استلم كتاب كبير حول المجازر الاستعمارية الفرنسية في
الجزائر بعنوان >التهدئة < La Pacification صادر عن دار نشر يديرها
المناضل ضد الاستعمار نيلز أندروسون Nils Andersson ويحتوي الكتاب على
تقارير وصور لممارسات المضليين الفرنسيين ضد الشعب الجزائري ومن بين
الوثائق صورتان فوتوغرافيتان الأولى تمثل جنديا فرنسيا يحمل جمجمتي
جزائريين ويبستم للكاميرا، وجندي آخر يسلق في قدر رأس جزائري ··
كتاب >التهدئة< الذي استعملته مصالح رئيس الوزراء ميشال ديبري كقنبلة
لقتل الأستاذ جورج لابيرش كان يتضمن تقديما لهنري علاف صاحب كتاب
>السؤال< الذي منع في فرنسا ونشره نيلز اندرسون بسويسرا ومقالا
للكاتب ياسين ·
إرهابيو اليد الحمراء حشوا نسخة من هذا الكتاب ذو الحجم الكبير بمادة
البلاستيك وزوده بمفجر وقدموه للضحية >الشهيد< جورج لابيرش الذي تمزق
جسمه· ونجا مثقفان بلجيكيان آخران من انفجار نسختان من نفس الكتاب· الأول
لأن الجهاز المفجر تأخر في العمل مما سمح بتفكيكه والثاني كان حذرا بعد أن
سمع بوفاة زميله لوبيرش ويروي الكولونيل كونستانتان ميلنيك تفاصيل عن أعمال
اليد الحمراء التي كان يديرها كمستشار أمني لرئيس الوزراء على شكل روايات
ويؤكد في رواياته >جاسوس في القرن < Un espion dans le Siecle دار
نشر بلون 1994 حيث يقول إن مجتمع الاستخبارات ليس إلا أداة طيعة في يد
السلطة السياسية· ولتغطية جرائم اليد الحمراء كانت مصالح المخابرات
الفرنسية تزود الصحافة ووسائل الإعلام بمعلومات مغلوطة حول منظمة اليد
الحمراء التي تنسب إليها الأعمال الإرهابية للأجهزة الفرنسية خارج الحدود
الفرنسية· ولجأت إلى وسائل تغليط كنشر كتب بأسماء مستعارة حول اليد الحمراء
وكان كتاب >اليد الحمراء< الذي نشرته المخابرات من إمضاء كاتب اسمه
نيار جونيل وهو اسم مستعار لكورت ايميل شويزر Kunt-emile Sechweizer وهو
حوار >إفتراضي< مع >أمير< زعيم اليد الحمراء يشرح فيها أسباب
الاغتيالات والتفجيرات ·
بالإضافة إلى إرهاب الدولة الذي كانت تمارسه الدولة الفرنسية في أوربا، فإن
مخابراتها كانت تزعم وتدعي أنها تطارد عناصر اليد الحمراء وعندما انكشفت
جرائمهم أصدروا كتاب آخر باسم اليد الحمراء يتهمون فيه جبهة التحرير
باغتيال الأستاذ جورج لوبيرش ·
ويقول ملنيك في كتاب جاسوس في العصر >كل مرة نطلق فيها رصاصة كان رجال
شرطة المكان يضحكون للهويات المزورة التي كنا نستعمل والأسماء التي
يستخدمون في بياناتهم<· ويقول الكولونيل ملنيك >كنا نقوم بهذه
التمويهات والتغليطات لإيقاف الإشاعة كانت اليد الحمراء تعمل تحت إمرة الكولونيل كوستانتان ميلنيك Constantin