محارق الظهرة في جامعة مستغانم
جريمة مسكوت عنها منذ 166 عام
18-06-2011 مستغانم: مدني بغيل
تنظم جامعة مستغانم، بعد غد، يوما دراسيا، بمناسبة مرور 166 سنة عن محارق الظهرة، يشارك فيه مؤرخون وباحثون وطلبة، للمساهمة في كتابة إحدى صفحات مقاومة وتضحية الشعب الجزائري، للغزو الاستعماري الفرنسي.
لا تزال مغارة ''الإبادة الجماعية'' التي بقيت حبيسة النسيان، صامدة إلى غاية اليوم، تشهد على وقائع الجريمة، منها آثار الدخان الداكن اللون بمدخلها الصخري، التي ترقد بداخلها قبيلة كاملة، وهو ما سيلقى عليه الضوء، من خلال يوم دراسي ينظم بعد غد، من قبل جامعة مستغانم، بعد مرور 166 سنة.
وتحتفظ ولاية مستغانم، بأحد أكبر شواهد ''فضائل الاستعمار الفرنسي'' في الجزائر. وهو ''الإنجاز'' الذي بقي ''منسيا'' طيلة 166 سنة في أعماق مغارات ''الفراشيح'' بمنطقة أولاد رياح. وهو ما دفع، ربما، وزير الخارجية الفرنسي الذي أقام يومين في الجزائر للقول بأن ''فرنسا لن تتعهد للجزائريين بالاعتراف بجرائم الاستعمار''.
ففي مثل هذا اليوم 18 جوان 1845، ارتكب الاستعمار الفرنسي إحدى أكبر جرائمه ضد الإنسانية في الجزائر. وكان قادة الجيش الفرنسي السباقين في تاريخ الحروب في ابتكار ''غرف الحرق والإبادة الجماعية'' وما أصبح يسمى بعد الحرب العالمية الثاني بـ''المحارق''، التي تصنف كجريمة وجريمة ضد الإنسانية.
إذ أمر الجنرال بيجو العقيد بيليسي بملاحقة عرش أولاد رياح، الذين قاوموا الغزو الاستعماري، فقام العقيد بـ''بساطة'' بإبادة قبيلة أولاد رياح، التي فرت في حالة هلع وفزع من بطش جيوش المستعمر الفرنسي تبحث عن مكان آمن، فلجأت إلى مغارة الفراشيح بدوابها وأنعامها، والقليل من الزاد والماء.
المغارة التي تقع في أسفل مرتفع جبلي وعر بمنطقة الظهرة، بمنطقة نقمارية الواقعة شرق مستغانم، على بعد 80 كلم. فقام السفاح بيليسي بغلق وسد كل منافذ المغارة بالحطب والقش والتبن وصب الكبريت، ثم أضرم النار التي بقي لهيبه مشتعلا لمدة 24 ساعة. والنتيجة إبادة جماعية لقبيلة كاملة يتجاوز تعددها 1200 نسمة. الفعل الإجرامي الذي حاول الاستعمار الفرنسي التستر عليه بشتى الطرق والوسائل، وصوّره على أنه حادث حرب عابر للتقليل من حجم الجريمة، التي تعد من أكبر وأفظع جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر على مدى 132 سنة من التواجد.
عن جريدة الخبر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]